مختارات من الرسائل والردود - رسالة إلى الأستاذ سعود بن أحمد الحمين بتاريخ ٩ محرم ١٤٢٣ هـ

رسالة إلى الأستاذ سعود بن أحمد الحمين
بتاريخ ٩ محرم ١٤٢٣ هـ

( وقد حذفنا بعض الفقرات بداعي الضرورة ، وتصرفنا في بعضها بحيث لا يخل بمضمون الرسالة )

بسم الله الرحمن الرحيم

خضرة الأخ العزيز الأستاذ/ سعود بن أحمد الحمين   حفظه الله .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
أخي العزيز لقد قمنا بزيارتكم في بلدكم الجميل الزلفي أنا وصديقي مطلق راشد النملان الرشيدي (أبو علي) وقد أكرمتمونا غاية الإكرام ونحن نشكركم على طيب هذه المقابلة وحسن كرم الضيافة العربية الأصيلة التي هي من صميم شيمنا العربية التي يحرص عليها أهل الزلفى خاصة والأساعدة عامة , حيث أنه عندما حضرنا إليكم قمتم بواجب كرم الضيافة التي أدخلت في نفوسنا الفخر والاعتزاز وذلك على حساب وجود صديقنا الأجنبي معنا مما زادنا غبطةً وسروراً. فعندما ذهبنا من عندكم قال صديقنا « وعزة الله أن لكم جماعة يكرمون الضيف وأنتم تعزّون الخوي » ، قلت له : هذه ليست غريبة علينا لأنها من صميم عاداتنا العربية , لأنه عندما حدث الغزو على الكويت من جارنا صدام ما وجدنا إلا الله ثم الحكومة السعودية وشعبها الكريم جعلهم الله ذخرا لنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وإخوانه الكرام أعزهم الله على أعدائهم ـ فالصباح وآل سعود أخوة ـ آوونا وأكرمونا ونحن لسنا بضيوف بل إخوانهم وجيرانهم ونحن وإياهم في مجلس التعاون الخليجي شعب واحد وحكومات واحدة أصلها واحد يتسلسل من أصل الشهامة العربية , وهذه طبائعهم وطبائع شعوبهم الكريمة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم والتي تحثهم حكوماتهم على التمسك بها أعزّهم الله وأذلّ من أراد أن ينال منهم أو يحيك لهم السوء أو يضمرلهم الغلّ ، وستموت إن شاء الله الأفاعي وسمها في رؤوسها .
أما عند مناقشتكم لنا حول طلب تعديل وطباعة كتابنا عشيرة الأساعدة ليتوافق مع ما ترغبون فيه حول نسب أهل بقعا والجوف والعوائل التي تنتسب إليهم في القصيم وغيره , وإطلاعنا على بعض المعارضات وقصائد السب والشتائم التي صدرت من بعض السفهاء ومنحطي الأخلاق الذين ليس لهم في الدنيا من خلاق ولا في الآخرة من نصيب وليس لهم رادع من دين ولا وازع من ضمير بصق الشيطان في أفواههم فلا يقولون إلا بهتانا وزوراً ، باعوا أنفسهم للهوى والشيطان وأعوانه من الجهلة والمفلسين الذين لا يملكون الدليل على إقامة الحجة والبرهان فيسلكون أبشع الطرق في الشتيمة ويستخدمون أقذر الألفاظ في السب والهجاء فتبّاً لهم مما يقولون وويل لهم مما يكتبون يقول الله تعالى :
« .. وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون » , ويقول تعالى : « والشّعراء يتّبعهم الغاوون
ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون . وأنهم يقولون ما لايفعلون .
» ، وقد ربأنا والحمد لله بأنفسنا عن مجاراتهم في سوء أعمالهم ، وإنّنا نستغرب عليكم وعلى أمثالكم من الرجال الأخيار الاستماع لمثل هؤلاء السفلة والمنحطين والإحتفاظ وحمل سفاهاتهم وأقوالهم العفنة التي تنضح بها أوعيتهم وضمائرهم الفاسدة , ولتعلم يا أخي العزيز لو أن عقلاء المجتمع كل ما نعق سفيه وأفّاق جاروه في سوء أعماله لما انتهى بهم الأمر إلا لظلال لأن الغلبة دائما في الباطل تكون للأحمق والسفيه كما أشار الحكماء , لأنه إذا حدّث كذب وإذا خاصم فجر فليس له رادع من دين ولا وازع من ضمير يقول الله تعالى : « والذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » والحكمة تقول « إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت » و « إذا حل السفيه في دار قوم فما على القوم إلا الرحيل » .
أما حول موضوع طلبكم إدخال عوائل القناص والرشودي وأهل الجوف وغيرهم في نسب الأساعدة , فالتعلم يا أخي أن هذه العوائل ثابت انتسابهم لأهل بقعا ويعترفون بذلك وأن أهل بقعا قد أثبتنا انتسابهم إلى قبيلتهم ساعدة غزية بما لا يدع مجالا للشك، وقد أكّد أن هذه العوائل تنتسب لأهل بقعا الباحث حمود عبدالرحمن العبيد في بحثه
(عشيرة الأساعده في بقعا وغيرها) ، وإن زعم أن الجميع ينتسبون لعشيرة الاساعدة من طلحة من الروقة , وكذلك المؤلف ناصر بن حمد الحمين الفهد في كتابه (معجم الاسر المتحضرة من الاساعدة) ، وإن زعم كذلك أن الجميع ينتسبون لفخذ القرضة الاساعدة . وأما بخصوص الفراهيد وعوائلهم بالزلفي والأسياح وغيرها وإن جزم المؤلفان المذكوران انتسابهم لأهل بقعا فإنه لا يزال هناك احتمال ضعيف في انتسابهم لأهل بقعا وأن يكون الأمر مجرد التباس على بعض الفراهيد ومحاولة مقصودة من أهل بقعا وعوائلهم بربط نسب الفراهيد بهم حتى يسهل عليهم الارتباط بنسب عشيرة الاساعدة , ونحن ماضون في البحث عن الحقيقة التي سوف نعلنها صراحة على الملأ لا نخاف في الله لومة لائم ولا نخشى في ذلك كائناً من كان مهما علا منصبه أو كثر أعوانه ليحق الله الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ، مع تقديرنا واعتزازنا بنسب الجميع الذي نحترمه ونؤكد على أصالته وتكافئه مع انساب القبائل العربية الأخرى حيث أن الأمانة العلمية تحتم على الباحثين عدم الربط بين الأنساب المختلفة وفقا للشريعة الإسلامية التي تحرّم تداخل الأنساب المختلفة تحقيقا للمصلحة العامة .
أخي العزيز لقد تعجبنا من إصراركم أثناء مناقشاتنا معكم ورغبتكم الجامحة على إدخال هذه العوائل في نسب عشيرة الأساعدة وإلحاحكم علينا بتنفيذ هذه الرغبة بأقصى سرعة واستنكاركم علينا مراجعة شقيقنا وجماعتنا للتشاور حول هذا الموضوع بعد عرض وجهات نظركم وما لديكم من بيانات علينا ، وطلبكم بأن نقوم وإياكم بالتوقيع على اتفاق يلزمنا بإدخالهم في نسب الاساعدة دون الرجوع لأحد وكأن الأمر يعنينا وإياكم فقط .
أما حول موضوع طلبكم منا التوقيع على اتفاق بيننا وإياكم ندخل بموجبه أهل بقعا وعوائلهم في القصيم والجوف وغيره في نسب عشيرة الأساعدة وأنت تعلم أن أهل بقعا يعترفون بإنتسابهم إلى قبيلة ساعدة الموجودة بالعراق سابقا والنازحين في الوقت الحاضر إلى المملكة العربية السعودية وكأنكم تحملون توكيلاً رسمِيّاً عن أهل الزلفى وعن هذه العوائل وكأننا نحن نحمل توكيلاً عن عشيرة الأساعدة نتصرف بموجبه كيف نشاء وبالطريقة التي تعجبنا حتى ولو كانت تخالف الحقيقة ، وأنتم تعلمون أن التوقيع على مثل هذه الأمور يتطلب توكيلاً رسمياً من جميع الأطراف يمنحنا وإياكم حقا شرعياً في توثيق مثل هذا الاتفاق , أما فيما عدا ذلك من البحث والإجتهاد وطلب المعرفة وتدوين المعومات وإصدار الكتب والبحوث وجميع البيانات فإنها متاحة للجميع وليست حكراً على أحد ولا يملك أحد حجبها عن الآخرين . فإن كنتم يا أخي العزيز تزعمون في انفسكم أنكم تمثلون أهل الزلفى وأهل بقعا فإننا نعلم أن هناك من أهل الزلفى وأهل بقعا من يزعم في نفسه كما تزعمون ويختلف معكم في وجهات النظر والرأي .
ونحن نعلم بأن محاولات التهديد والأمور الردية يقف وراءها صعيب الحداري وأعوانه ويستعينون بسليمان القناص ويحرّضونه علينا وعلى جماعتنا بسبب زعله علينا لذكرنا أنه ينتسب إلى ساعدة بقعا مستغلين منصبه في إمارة الرياض للتأثير على كتابنا الذي لم يعجبهم ـ لأننا بيّنا فيه شيوخ الأساعدة وهم آل الزحاف وفضحنا كذبهم ومزاعمهم الباطلة التي يسعون من خلالها للقفز على مشيخة الاساعدة ـ وقد بذلوا المستحيل في سبيل إلغائه وعدم صدوره . كما أن سليمان القناص لم يدّخر وسعاً في سبيل التأثير وتأليب الكثير من الأشخاص ، الذين أعطونا الثقة في أنفسنا وساندونا في بداية بحثنا بالمعلومات التي نسبناها عنهم وعن غيرهم ، لتأكيد المدون منها في الكتب والمراجع التي يعمل سليمان القناص على طمسها وإخفائها ، مما جعل البعض منهم يتراجع عن أقواله بسبب مصالحهم المرتبطة مع سليمان القناص في إمارة الرياض ، حيث أنه يشغل المرتبة الرابعة عشر ويعمل أمينا لسر مجلس المنطقة ويقضي معاملات الكثير منهم عن طريق الهاتف أو الحضور شخصياً بحكم مركزه في إمارة الرياض ، التي ترتبط بها مختلف مصالح ومعاملات الناس ، ونحن على يقين أنه لن يضرنا إن شاء الله من عادانا مادمنا على الطريق الصحيح ولم نظلم أحدا مهما كان مركزه ، حيث أننا نعيش بحمد الله في ظل عدالة حكوماتنا الرشيدة التي تطبق الشرع والقانون أعزّهم الله , علما بأننا قد سبق وأن أفهمنا سليمان القناص بمظمون كتابنا وحذرناه من أولئك الانتهازيون وأصحاب المصالح الشخصية ، وذلك عبر رسالة وجهناها إليه منذ فترة ولكن لم يرد علينا أي جواب وسنرسل لكم صورة عنها للإطلاع والعلم.
هذا ولكم خالص التحية والتقدير.

أخوكم/ مثيب محمد المثيب العتيبي
السبت: ٩/ محرم/ ١٤٢٣هـ

الموافق: ٢٣/٣/٢٠٠٢م