جديد التدوينات - توضيح وتصحيح حول نسب ساعدة
لقد سبق وأن ذكرنا أن ساعدة تنتسب لقبائل غزية هوازن بناء على الرأي الذي توصل إليه الأستاذ راشد الأحيوي في بحثه الذي نشره في مجلة العرب وأشرنا إليه في كتابنا عتيبة الهيلا وقد أعتمدنا هذا الرأي على أن ساعدة هي من غزية هوازن ولكن بعد ظهور نتائج تحاليل الحمض النووي(دي. إن. أي). لبعض عينات من أسر هذه القبيلة الكريمة التي تُبيّن ارتباطهم بتحورات قبائل طيء الكريمة. وبعد العودة إلى نص العمري(ت749هـ) ومراجعته والتمعن في فحواه تبين لنا أن العمري نص على أن ساعدة يلون قبائل غزية هوازن حيث يقول:( ويليهم ساعدة وديارهم من خضرا إلى برية زرود ولا محيد للركب العراقي عنها إلى سقارة إلى النقعا- بقعا- إلى الثيّب إلى السائبة إلى حفر). ومعنى يليهم في اللغة يعني يحاددهم أي يجاورهم وأنا أتصور أن العمري لم يقصد بذلك أن ساعدة من فروع غزية هوازن بل أراد أن يبيّن أن ساعدة تجاور قبائل غزية هوازن ولكن فهم باحثنا الكريم لنص العمري جعله يعتقد أن ساعدة من قبائل غزية هوازن.
وحيث أنه ليس هناك وجود لغُزَية طيء إذ تبيّن أمرها من خلال الدراسة التي حققها الأستاذ راشد الأحيوي وأشرنا إليها في كتابنا عتيبة الهيلا بل الموجود هي غزية هوازن فقط وهي التي ينسب إليها أما غُزَية طيء فلا وجود لها ولا ينسب إليها بل النسبة إلى الجد الأعلى في عمود نسبها وهو طيء.
وحيث أن ساعدة كانت تجاور قبائل غزية هوازن في ذلك الزمان المشار إليه قبل أن تميل إلى العراق فيظهر أن قبيلة ساعدة قد مالت مع قبائل غزية هوازن إلى العراق يدل على ذلك تجاورهما في العراق وترابطهما في العلاقات الإجتماعية فمن المحتمل أن ساعدة دخلت في حلف مع قبائل غزية هوازن حيث نراها في أحلاف عشائر المنتفق في جنوب العراق تدخل ضمن عشائر غزية هوازن في هذا الحلف تحت زعامة السعدون شيوخ عشائر المنتفق.
ومن ذلك يتبيّن لنا أن الموجود والمذكور والذي لا يقبل الشك ويجري عليه النسب هو غزية هوازن فقط.
يدل على ذلك ما ذكره الشعراء منذ الجاهلية وحتى وقت متأخر من زمن الإسلام ومن ذلك.
يقول دريد بن الصمة سيد هوازن في أواخر الجاهلية أي فيما قبيل الإسلام:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد.
ويقول الإمام عز الدين محمد بن المنصور بالله ( ت 623 هـ) في قصيدته ذات الفروع:
وإن أدع في علياء هوازن تأتني
قبائل أزكى حين تسمّى وأحسب
غزية نيران الحروب ومنهمو
فوارس خطّارون والنقع أشهب
لهم ما حوى شط العراق مشرّقاً
إلى حيث يحويه السرار وغرّب
وهم ملأوا الأرض الفضاء بضمّرٍ
عتاق أبوهن الوجيه المذهب.
فمن ذلك يصبح من المؤكد أن غزية الموجودة هي غزية هوازن ولا وجود لغزية غيرها فيما نعلم. والله أعلم سبحانه وتعالى.
وحول الحمض النووي الـ ( دي. إن. أي). فلنا فيه رأي قديم ولا يزال كنّا نطرحه على الإخوة الذين يعرضونه علينا، وسوف نتطرق إليه فيما بعد إن شاء الله.