نسب الأساغدة - خلط المرشدي بين الأساعدة وساعدة
ومن الخلط الواقع بين نسب الأساعدة وبين قبيلة ساعدة غزيّة
ايضاً ، ما ذكره عبد الرحمن المرشدي حيث يقول : « ونزلوا قارة المشور قرب بقعا شرق حائل
ومنها تفرّقوا إلى ثلاث فرق ، فرقة اتّجهت صوب العراق وهم الأكثريّة وينزلون اليوم
قرب البصرة . وفرقة بقيت في بقعا ، وفرقة نزلت الأسياح ومن الأسياح إلى الزّلفي
فتحضّروا في الزّلفي سنة ١٠٩٨هـ »
([1])
نقول هنا : الصحيح أن الذين نزلوا قارة المشور هم قبيلة ساعدة
غزية هوازن ، وبأن الفرق المذكورة ليس لهم علاقة بعشيرة الأساعدة وفروعها لا من
قريب ولا من بعيد .
وأما قوله : « .. وفرقة نزلت الأسياح ومن الأسياح الى
الزلفي فتحضروا في الزلفي سنة ١٠٩٨هـ » ، فهذا غلط من المرشدي حيث أن الذين
تحضروا في الزلفي والأسياح هم الفراهيد من الأساعدة ، ولم ينزلوا بقعا أصلا بل كان
نزولهم من بلد قومهم رهاط بالحجاز إلى المجمعة في بلاد سدير باديء الأمر ثم بعد
ذلك إلى الزلفي وبلاد الأسياح كما تشير إلى ذلك الوقائع التاريخية والروايات
المتناقلة التي تمت الإشارة إلى بعضها سابقا .
ويقول المرشدي ايضاً في موضع آخر : « وفي العراق اليوم من الأساعدة آل غيث
وآل شدّاد وآل مفلح والمعاليس ورجع بعضهم من العراق سنة ١٣٩٨هـ ، وسكنوا مع بني
عمّهم هجرة مغيب » ([2]) .
وفي الحقيقة أنّ هذه التّفرّعات تعتبر من تفرّعات قبيلة ساعدة
غزيّة العراقيّة ، وليس لهم علاقة بالأساعدة الرّوقة . ولعلّه التبس على المرشدي
نسب ساعدة بالأساعدة ، فالصّحيح أنّ ساعدة من غزيّة هوازن تسكن العراق وشمال
الجزيرة العربية وفي بقعا منذ القدم ، وأنّ عشيرة الأساعدة من طلحة من الرّوقة من
قبيلة عتيبة ، تسكن وادي رهاط بالحجاز قبل منتصف القرن الثّالث عشر الهجري ، الوقت
الذي سيطرت فيه قبيلة عتيبة على معظم هضبة نجد وبلدانها ، فكان معظم الأساعدة مع
قومهم عتيبة حين سيطروا على معظم بلاد نجد وتمكّنوا من امتلاكها والإستقرار فيها
والمحافظة عليها من أطماع القبائل الأخرى منذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر . ما
عدا الفراهيد الذين سبقوهم بالاستيطان في نجد بالمجمعة والزّلفي والتّنومة وبلاد
الأسياح ، وذلك في حدود القرن الحادي عشر الهجري تقريبا . علما أنّه قد بقي بعض
الأساعدة في بلدهم رهاط ومدن الحجاز إلى وقتنا الحاضر مع من تبقّى من قومهم من
قبيلة عتيبة . ومن ذلك يتبيّن لنا أنّه ليس هناك بين ساعدة والأساعدة أية علاقة في
النّسب إنّما هو حاصل التباس لدى بعض الباحثين والكثير من العامّة لوجود التّشابه
بينهما في الأسماء فقط وعدم وجود من يحقق نسبهما من الباحثين .
-----------------------