نسب الأساعدة - ما ذكره منديل الفهيد وحمد الحقيل

وحول ما كتبه ( منديل الفهيد وحمد الحقيل ) : « أنّ قبيلة الأساعدة لا تزال بادية مع وجود أسر كثيرة متحضّرة منهم ، وقد هاجر إلى العراق أناس من الأساعدة ، ثمّ عاد بعض منهم إلى نجد وساكنوا بني عمّهم في هجرتهم مغيب قرب مدينة الدّوادمي وأميرهم الحالي الشيخ صعب الدّيري »  ([1]) .
نقول : لقد توهّم كل من الفهيد والحقيل في هذا الكلام الذي فيه خلط واضح بين نسب قبيلة ساعدة غزيّة وعشيرة الأساعدة الرّوقة . حيث أنّه من المؤكد لدى العارفين من الأساعدة أنّه لم يهاجر إلى العراق منهم أحد ليكوّن قبيلة كبيرة ومشهورة بهذا الحجم والقدم في العراق ، بل المتعارف عليه أن من هاجر إلى العراق هو القسم الأكبر من قبيلة ساعدة التي ورد ذكرها ضمن بطون قبيلة غزيّة هوازن منذ ما قبل القرن السّابع الهجري وما بعده في كتب المؤرّخين والنّسابين المتقدّمين منهم مثل ( الحمداني والعمري والقلقشندي والنّويري وابن خلدون وغيرهم ) ، والمتأخرين مثل (السّويدي وابن لعبون والمغيري وسمير القطب والعزّاوي والسّامرّائي وابن حديد وغيرهم ) .
فقد ذكر الكثير من هؤلاء الباحثين منذ القدم ساعدة هذه على أنّها من بطون قبيلة غزيّة ، كما ذكروا مساكنهم في ذلك الوقت بأنها من خضرا إلى تربة وزرود إلى سقارة إلى النقعا بقعا إلى البيت إلى السّاسة إلى حفر ، ومنهم العمري ( ت ٧٤٩هـ ) حيث يقول عن غزيّة هذه : « .. قال الحمداني : وهم بطون وأفخاذ ولهم مشايخ ومنهم من وفد على السّلاطين في زماننا وهم متفرّقون في الشّام والحجاز وبغداد وفيما بين العراق والحجاز، ويقول : قلت : وذكر لي نصير بن برجس المشرقي زيادة : أولاد كافرة وساعدة وبنو جميل وآل أبي مالك .. ويقول : ومنهم ساعدة : وديارهم من خضرا إلى تربة وزرود . ولا محيد للركب العراقي عنها إلى سقارة إلى النقعا إلى البيت إلى السّاسة إلى حفر » ([2])  .
يقول حمد الجاسر في تحديد هذه الأماكن : « تربة هذه هي الواقعة في الدّهنا شرق منطقة حائل بقرب زرود وخضرا ولينة . وجميع هذه الأماكن حدّدتها في ( شمال المملكة) من المعجم الجغرافي »  ([3]) .
وتجدر الإشارة إلى أنّ العمري قد عاش في بداية القرن الثامن الهجري (٧٠٠ ٧٤٩ هـ ) والذي عوّل فيه على الحمداني ( ٦٠٢ ٧٠٠ هـ ) يوسف بن زمّاخ الذي عاش قبله، وهذا يدل على قدم معظم قبائل غزية هوازن في شمال الجزيرة العربية ثم بعد ذلك في العراق والشّام. وقد ذكر العمري تفرّعاتها التي لا يزال قسم منها يحتفظ به حتى الآن، مثل الأجود وساعدة الموجودة حاليا بالعراق ومن تبقى منهم في السابق في مدن شمال السعودية ومن نزح منهم مؤخرا من العراق إلى السعودية .



----------------

[1] كنز الأنساب ومن آدابنا الشعبية : حمد الحقيل ومنديل الفهيد .
[2] مجلة العرب س 16ص 776-777 : حمد الجاسر .
[3] نفس المصدر السابق ص 780 .