نسب الأساعدة - جواب ما ذكره الأستاذ محمد العبيّد

وكذلك لايمكن الإعتماد على ما ذكره « محمد العبيّد » في مخطوطته التي أشار فيها على أن الأساعدة هم بني سعد اعتمادا منه على ما جاء في أبيات الشعر السابقة ، التي نص فيها الشاعر صراحة على مسمى قومه بني سعد حيث قال : « حنا بني سعد عما عين الحفيف » فهو هنا يشير إلى قومه بني سعد ، دون أن يشير إلى الأساعدة بأي شيء يذكر ولكن وهم الكاتب الكريم بناءاً على فهمه للنص المذكور في بيت الشعر جعله لايفرّق بين مفهوم عشيرة الأساعدة وبين مفهوم بني سعد الفرع المشهور الآن في قبيلة عتيبة ، وهذا القول يخالف الواقع والحقيقة حيث أن الأساعدة معروفون باسمهم هذا منذ القدم وقبل التاريخ الذي قيلت فيه هذه الأبيات ، حيث ورد ذكر اسمهم ضمن وثيقة شرعيّة صادرة من محكمة المدينة المنورة بتاريخ ١٤- ١-٩٧١هـ ، بشأن إثبات ملكية ناقة، جاء فيها :
( شهد خويطر بن ثاوي ؟ الظفيري وسليمان بن ربيعة الظفيري بمحضر ....؟ الأسعدي العتيبي ... ) [1]. ويظهر أن الباحث هنا لم يتمكن من قراءة الإسم بالشكل الصحيح فوضع بدلا منه نقط .
وكذلك ورد اسمهم في احدى الوقعات مناصرين لشريف مكة في زمانه: حيث يقول الباحث عبد الله العدواني : (وفي ولاية أمير مكة الشريف زيد بن محسن الحسني
( ١٠١٦- ١٠٧٧هـ) ، اجتمعت قبائل : الطفيل والنعير والحذيفات من بني حسين ، وقبائل عدوان ومطير والأساعدة مع شريف مكة في مرّان يقودهم الشريف حسن ، لقتال بني حسين ) [2]. وهذا يدل على قدم ذكر الأساعدة باسمهم هذا منفصلين عن باقي فروع عتيبة وعلى أنهم يشكلون إحدى أهم عشائر طلحة من الروقة الفرع المعروف في قبيلة عتيبة ، أما بني سعد فهم معروفون أيضا باسمهم هذا فيما قبل دخولهم في مسمى قبيلة عتيبة حتى أصبحوا أحد فروعها الرئيسية منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر، فلذلك لايمكن أن يكون الأساعدة هم بني سعد بناءاً على وهم الكاتب الكريم ، فالأساعدة شيء وبني سعد شيء آخر رغم وجود الجميع في قبيلة واحدة وينتسبون إلى بني بكر بن هوازن .



------------------

[1] -  كتاب بعض الأعيان وأعلام القبائل : فايز الحربي .
[2]  الأخبار العدوانية في الدولة الحسنية : عبد الله عوض النزهان العدواني .