مساحة للباحثين - مدخل


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إلى الإخوة المهتمين بمتابعة "مساحة للباحثين" في مدونة عشيرة الأساعدة الروقة من قبيلة عتيبة :


يسعدنا أن نقدم لكم هذه الباقة من الرسائل والتعليقات والآراء التي لم تنشر في الطبعات السابقة من كتابنا "عشيرة الأساعدة" ، حيث ارتأينا إرجاء نشرها إلى وقت لاحق، وذلك خشية من عدم تفهم ما ورد بها في ذلك الوقت من الآراء وتبني بعض الأحكام ووجهات النظر والتحليلات لبعض الباحثين، ومن قبل بعض المراكز البحثية ومنها "دارة الملك عبدالعزيز آل سعود"، وكذلك ما ورد بها من وجهة نظرنا في ذلك الوقت، وكان من أسباب إرجائها أيضا انتظارنا لما يمكن أن يسفر عنه موقف الإخوة أبناء فخذ الفراهيد أهل الزلفي والأسياح من كتاب السيد ناصر الفهد (معجم الأسر المتحضرة من الأساعدة)، والرد على ما ورد به من تخبط وخلط لنسب قبيلة ساعدة غزية بنسب عشيرة الأساعدة الروقة

 أما الآن وبعد مضي هذه الفترة الطويلة من الوقت، وعدم الرد على ما ورد في الكتاب المذكور من قبل الإخوة أبناء الفراهيد ؛ فإننا نرى أنه لا مانع من نشرها في هذه المساحة لأخذ رأي الباحثين فيها وإشراكهم في التعليق عليها

علماً بأننا قد بعثنا بالعديد من الرسائل لبعض الإخوة من الفراهيد في وقته لأخذ رأيهم حول هذا الموضوع ، ومنهم : (زيد الرعوجي الفهيد وعبد الله الخلف المشاري وسعود بن أحمد الحمين وعبدالله الرعوجي الفهيد) وغيرهم، حيث طلبنا منهم عبر هذه الرسائل اتخاذ موقف صريح من علاقة نسبهم بنسب قبيلة ساعدة غزية أهل العراق، وبقايا عوائلهم المتحضرة في بقعا والجوف وغيرها من مدن المملكة، حيث أنه قد سبق وأن أثبتنا نسب قبيلة ساعدة غزية، وبيان عدم صلتها بنسب عشيرة الأساعدة الروقة من قبيلة عتيبة، إلا أننا لم نجد خلال تلك الفترة وما بعدها أي تجاوب أو معارضة لما تطرق إليه المؤلف المذكور وغيره من المؤلفين الذين سبقوه ، مثل: ( منديل الفهيد من الفراهيد أهل الأسياح، وحمد الحقيل وعبدالرحمن المرشدي)، وغيرهم الذين ألحقوا نسب الفراهيد بنسب أهل بقعا والجوف المنتسبين لقبيلة ساعدة غزية وزعموا أن الجميع ينتسبون إلى عشيرة الأساعدة الروقة من قبيلة عتيبة.

هذا ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى أن بعض الأفراد من فخذ الفراهيد أخذ بالدفاع المستميت ضِدَّ فَصْلِنا نسبهم عن نسب عوائل أهل بقعا والجوف، وقيامهم بالعمل على إلحاق نسب الجميع إلى عشيرة الأساعدة الروقة، وكذلك العمل على التشكيك بمصداقية مؤلفاتنا.

كما قام العديد منهم بإصدار بيان بزعامة سعود الحمين والتوقيع عليه مع غيرهم لمعارضة صدور عملنا في كتاب، واتهامنا بالتفريق بين الأساعدة زوراً وبهتاناً، والطعن في صحة ما ورد به من أدلة وبراهين، كما قاموا بالتقدم بإقامة شكوى ضدنا لدى وزارة الداخلية السعودية، وكذلك لدى إدارة المطبوعات والنشر السعودية ومن هؤلاء الموقعين من الفراهيد على البيان والشكوى: ( سعود الحمين وعبدالله الرعوجي، وسليمان المشاري، وبندر الفرهود، وعبدالله الناصر) وغيرهم من الأفراد من عوائل ساعدة بقعا والجوف، وبعض الأفراد من عشيرة الأساعدة الروقة وذلك بالتأثير والتحريض من قبل المدعو سعود الحمين، وذلك لأهداف معروفة ومكشوفة سبق التطرق إلى بعضها في معرض ردنا على البيان المذكور والمنشور ضمن هذه المدونة، كما قام سعود الحمين بالتأثير والتأليب لبعض شيوخ القبيلة ضدنا وحملهم على التوقيع ضمن أولئك الموقعين على البيان المذكور والشكوى ضد عملنا، ومنهم: الشيخ عبدالله بن عمر بن ربيعان والشيخ نايف بن متعب بن محيا.

كما قام هؤلاء المذكورون برفع العديد من الدعاوى ضدنا في محاكم الكويت، عن طريق أحد الأفراد من ساعدة أهل بقعا وهو ناصر بن عواد بن فريح، وقد باءت هذه الدعاوى ولله الحمد بالفشل وذلك لعدم وجود الدليل على صحة ما ورد بها من اتهامات باطلة تنم عن الحقد والكيدية

 ولذلك فإن مما سبق ذكره من قيام هؤلاء المذكورين بهذا الدور المستميت لإثبات نسبهم في نسب أهل بقعا والجوف الثابت أنهم من ساعدة غزية والعمل على دمج الجميع في نسب عشيرة الأساعدة الروقة، وكذلك مما حصل من تراجع بعض الأفراد منهم عن أقوالهم التي أخذناها عنهم في بداية مشوار بحثنا هذا، ومنهم محمد الزيد الصعب من أهل أبا الدود والذي جاء تراجعه ضمن رسالتين حصلنا عليهما: 

إحداهما موجهة باسم السيد سليمان محمد القناص مدير الخدمات العامة في إمارة الرياض في ذلك الوقت.

والثانية موجهة باسم السيد خالد السعدون من أهل الجوف.

والذي أنكر فيهما ما نسبناه عنه حول نسب أهل بقعا والجوف وأكد على أنهم أبناء عم لهم وأن صلة القرابة ما زالت مستمرة معهم، كما اتهمنا بالكذب والافتراء والتدليس عليه، علماً أننا لم نسجل إلا ما أملاه علينا ودوناه في حينه خطياً، والذي أفاد فيه بأن الذي يعرفه عن أساعدة العراق أنهم هم وأهل بقعا بعضهم من بعض، وبأنهم ما يتعلقون معهم في النسب القريب، وبأنهم هم والأساعدة الروقة أقرب لبعض، وسوف نقوم بعرض ما دوناه عنه مع الرسائل المرسلة من طرفه للأشخاص المذكورين أعلاه عبر هذه المساحة للاطلاع عليها

 وكذلك على ما صدر من تراجع الأخوان عبد الله ومحمد أبناء خلف بن عبد الله المشاري من أهل أبا الدود عن أقوالهما التي زودانا بها أثناء زيارتنا لهما في وقته، وذلك عبر رسالة موجهة كذلك إلى السيد سليمان القناص والذي بموجبها ينفيان أنهما  قاما معنا بأي حديث عن الأنساب وبأن ما نسب إليهما غير صحيح ويؤكدان على معزة وتقدير جماعتهما في القصيم وغيره من مناطق المملكة- والمقصود بجماعتهما هنا هم عوائل ساعدة المتحضرة في بقعا والجوف-. 

وأنا أتصور أن كلاً من المذكورين أعلاه لم يتوقعوا أن يصدر الكلام المنسوب عنهم في كتاب يقرأ ويتداول بين الناس ولكن عندما صدر الكتاب وتمت مواجهتهم من قبل جماعتهم أهل بقعا وعوائلهم بالقصيم والجوف انحرجوا من ذلك ولم يجدوا مخرجا إلا الإنكار ورمينا بالكذب والتدليس عليهم،  (غفر الله لهم، والميت يجب الدعاء له بالرحمة).  

  

وما جاء ضمن هذه الرسائل وغيرها ، والتحليلات والآراء التي سيرد نشرها من خلال هذه المدونة يعطي دلالة واضحة على صحة ما ورد بها من الآراء والتحليلات، وأيضا إلى صحة ما ذهبنا إليهضمن هذه الرسائل المتبادلة مع البعض.

وهذا الأمر لا يعيب دخول الفراهيد في نسب الأساعدة عن طريق أحد صور التداخل المختلفة التي تحدث في السابق بين مختلف القبائل، وذلك بعد انفصالهم عن قبيلتهم الأم ساعدة غزية ووجودهم مجاورين قبيلة عتيبة في (الزلفي والأسياح) بعد استيلائها على معظم إقليم هضبة نجد ومدنها المختلفة في حدود القرن الثالث عشر الهجري، مع وجود عشيرة في قبيلة عتيبة وهي ( عشيرة الأساعدة)، يتشابه اسمها مع مسمّى قبيلتهم التي هاجرت الى العراق في حدود القرن السابع  والثامن  الهجري

 حيث أنه لا يوجد أي قبيلة أو عشيرة إلا وقد دخل بها غيرها من الأفراد أو الفروع من القبائل الأخرى، كما أنه لا بد أن يكون قد دخل منها كذلك بعض الأفراد أو الفروع في القبائل العربية الأخرى أو أحد عشائرها، حيث أنه من الصعب وجود أي قبيلة عربية يتسلسل نسب جميع أفرادها إلى الجد الأعلى في عمود نسبها وذلك لعدد من الأسباب التي تفرضها الظروف الاجتماعية والسياسية المتعارف عليها لدى جميع القبائل العربية منذ عصر الجاهلية إلى ظهور الإسلام، حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم التحالفات السابقة وأمر بالالتزام بها، ونهى عن إقامة أي تحالفات جديدة إلا أنه مع مرور الوقت وتعاقب القرون منذ قيام الدولة الإسلامية إلى بداية ضعفها وتفككها وعدم قدرتها على السيطرة على الوضع الداخلي في بلدانها، حيث عمت الفوضى السياسية أرجاء البلاد وانتشرت الحروب الأهلية بين القبائل وكذلك بين أهل المدن بعضهم البعض وأصبحت الغلبة للأقوى. لذلك عادت حاجة القبائل إلى ضرورة حماية أنفسها والدفاع عن أفرادها، فدفع ذلك القبائل الضعيفة للالتجاء إلى القبائل الأقوى منها شوكة للتحالف معها حماية لنفسها من سطوة القبائل الأقوى منها كما أن ذلك الحلف يعمل على تعزيز قوة ومتانة القبيلة المُتَّخذ معها هذا الحلف، وقد استمر هذا العرف إلى عهد قريب -أي قبل سقوط الخلافة العثمانية بوقت قليل-، وقد سهل هذا الوضع دخول الدول الاستعمارية إلى الوطن العربي والسيطرة على الأوضاع الداخلية فيه، في فترة من الزمن إلى أن بدأت تظهر حركات التحرر في الوطن العربي طلباً لاستقلال أوطانها، فحصلت على استقلالها  وبدأت تنشأ فيها حكومات محلية والتي لا تزال موجودة حتى الآن، فأخذت بالسيطرة على أوضاع دولها وبسطت نفوذها على شئون الحياة فيها وحماية شعوبها بتطبيق القوانين التي تحمي جميع أفراد المجتمع وتحافظ على كامل حقوقه لدى الدولة ولدى بعضهم البعض.

ومن هنا انتفت الحاجة إلى قيام مثل هذه التحالفات لدى القبائل المختلفة، ولم تعد بحاجة إلى استمرارها كما أن حكوماتها تمنع من قيام مثل هذه التحالفات لمخالفتها النظام العام للدولة، ولذا تجب الإشارة إلى أساس تكون القبائل العربية المحافظة على عمود نسبها التي قام على أساسه كيانها.


أساس تكون القبائل العربية


وذلك من خلال هذا التوضيح الذي يقوم أساسه على أمرين، وهما:

الأول: رابط النسب: وهو تسلسل نسل نسب أفراد القبيلة إلى الجد الأعلى في عمود نسبها.

الثاني: رابط السبب: وهذا الرابط ينشأ عن طريق أوجه التداخل المختلفة ومنها الأحلاف والمصاهرة والجوار وتشابه الأسماء وأصحاب جنايات الدم، بأن يرتكب شخص جناية دم في قومه فيفر منهم خوفا على نفسه إلى قوم غيرهم يستجير بهم فيحمونه ويعيش معهم ويتزوج عندهم وينجب وتصبح له ذرية معهم، ومع مرور الوقت وتعاقب القرون والأزمان تصبح ذريته جزء من هذه القبيلة لها ما لهم وعليها ما عليهم من الحقوق والواجبات ويحملون اسمها ونسبها، وهذا الشيء يندرج على جميع المنتسبين للقبيلة عن طريق رابط السبب.

ودخول الفراهيد في مسمى الأساعدة الروقة  بأي صورة من صور التداخل المختلفة لا اعتراض عليه شأنهم شأن غيرهم من الفروع والفخوذ والعوائل التي دخلت في مسمى القبيلة أو أحد عشائرها، وهم معروفون ولهم كرامتهم وقيمتهم الاجتماعية، ولكن الشئ المخالف وغير المقبول والذي لا يجوز السكوت عنه: هو أن يقوم بعض الأفراد من فرع الفراهيد -وهم الذين قد شاع دخول فرعهم في مسمى ونسب عشيرة الأساعدة- وبعض الأفراد من قبيلتهم الأم بإلغاء مسمى ونسب قبيلتهم ساعدة غزية المعروف والمشهور والثابت قديما وحديثا ومحاولة إدخال الجميع في مسمى ونسب عشيرة الأساعدة الروقة فإن ذلك غير مقبول وغير وارد في أعراف القبائل العربية

أما انتساب الفراهيد لوحدهم فقط فغير معترض عليه ولن نقوم بأي تغيير على وضعهم في الأساعدة، إن رغبوا البقاء عليه أما إذا رغبوا في العودة إلى مسمّى ونسب قبيلتهم الأم ساعدة غزية فإنه لا يوجد أي عائق يحول دون ذلك حيث أنهم عوائل متحضرة وتحمل مسمّيات عوائلهم فقط دون مسمّى الأساعدة أو قبيلة عتيبة ولم يخالطوا القبيلة أو يشتركوا معها في حروبها ضد القبائل المختلفة على مرّ التاريخ، ولَم  تربطهم الدولة بشيوخ القبيلة للتعريف عليهم، فهم لهم كبارهم من الوجهاء المعترف بهم لدى الدولة ويتقلد الكثير منهم مراكز مهمة في وظائف الدولة.

هذا وإن ما سبق توضيحه وبيانه الهدف منه قطع الطريق وسد الذرائع على أولئك المتطفلين أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية الذين لا يهمهم نسب القبيلة بقدر ما تهمهم مصالحهم، ولأن البعض منهم ينتسب للأساعدة عن طريق السبب -وهم معروفون لدى الكثير من الأساعدة- ومن مصلحتهم خلط الأوراق لأن لديهم هواجس ونقص ثقة في أنفسهم ويبحثون عن مشيخات مزعومة ليكملوا بها نقص أنفسهم ويسعون للحصول عليها بكل الطرق والوسائل، ويعملون على إيهام الناس حولها بالكذب والتدليس دون حياء أو خجل، كما شارك البعض منهم مع غيرهم من أمثالهم في تجنيس بعض العناصر باسم الأساعدة وهم معروفون ومن جنسيات مختلفة منهم(العراقي والسوري والفلسطيني والزيدي اليمني) وغيرهم، كما عملوا على إدخال بعض الأسر السعودية في نسب الأساعدة دون أي وجه حق إنما لمصالح خاصة ومن هذه الأسر( النشمي والهديان والجريسي والطلاع) وغيرهم ولدينا ما يثبت ذلك

 من أجل ذلك سنقوم بنشر هذه الرسائل والتحليلات والأراء بما فيها من وجهات نظر تعبر عن نفسها، في هذه المساحة من المدونة لعلها تكون رادعاً لهؤلاء القوم عن غيِّهم ومعرفة حجم أنفسهم ومكانتهم في الأساعدة، وذلك بالرجوع إلى طريق الحق وعدم التمادي في طريق الباطل والجحود ونكران الحقيقة والكف عن كيل التهم والشتائم والتشكيك في عمل كل من خالفهم الرأي المبني على الدليل والبرهان، دون أن يقدم هؤلاء أي دليل يذكر لإثبات ادعاءاتهم المبنية على الكيدية والتهم الباطلة

 هذا وبالله التوفيق والسداد.

 

الباحث والمؤرخ / مثيب محمد المثيب الأسعدي العتيبي

السبت. 12/شعبان/1439هـ

             2018 - 4 - 28 م