نسب الأساعدة - أنتساب ساعدة إلى قبيلتهم
ومما يدل على انتسابهم إلى قبيلتهم ساعدة ، ما قاله الشاعر
حمود بن مقرب وهو من ساعدة الذين نزحوا إلى العراق ثم عاد بعد ذلك إلى قومه ساعدة
في بقعا وعاش معهم من قصيدته التي يقول فيها:
وفي هذا البيت نجد أن الشاعر ينطق مسمى قبيلته صراحة وهو «ساعدة».
وكذلك فيما ورد في شعر شايع الأمسح بن رمال الشمري من قصيدته
التي يمتدح فيها سعد بن حتيرش من أهل بقعا الذي يقال أنه أحد زعماء قبيلة ساعدة
غزية هوازن في زمانه.
حيث يقول :
وهنا نجد أن الشاعر ينطق اسم ساعدة صراحة ولكنه بصيغة الجمع
المذكر .
وأيضا ما قاله الشاعر راشد بن عمر * من أهل بقعا .
يمجد فيها أهالي بقعا خاصة وقبيلة ساعدة وعلى رأسهم حمود راعي
بقعا
يقول فيها:
« يا الهقص لاتمدح لنا ناعم العود لاصـرت
تــزحم عــزوة الســاعــديـة »
إلى أن قال :
وهنا كذلك نجد الشاعر ينطق اسم قبيلة ساعدة صراحة ولكن بصيغة
المفرد المؤنث .
وعن ساعدة غزية هوازن أهل العراق يقول العزاوي : «
ساعدة من غزية تسكن الفرات وتنتقل ناحية آل أبو صالح وقضاء الشطرة والرفاعي ،
مهنتهم نقل الحبوب على الإبل من موطن إلى آخر ، وحالتهم في ضعف ، واختلف في أصلهم
فمنهم من يقول من شمر والمشهور أنهم من غزية هوازن وهو الصواب على ما جاء في مسالك
الأبصار »
(23) ([4])
. هذا وتعتبر ساعدة بقعا في شمال السعودية قرب منطقة حايل من هذه القبيلة ، وهي
تساكن قبيلة شمر منذ القدم ، كما أنه لا يزال هناك مورد ماء قديم بالقرب من بقعا
يدعى بماء «
ساعدة »
نسبة لاسم هذه القبيلة . يقول ابن بشر : ( .. ونزلت عربان عنزة على «
ساعدة »
الماء المعروف عند بقعا .. ) . ([5])
ويقول السامرائي : ( .. والأجود كانوا رؤساء غزية وتغلب اسم
الأجود على ثلث المنتفق ومن عشائرها غزية . ومن عشائر غزية : الحميد والرفيع
والبعيج وساعدة , وغزية اليوم كل عشيرة منها مستقلة باسمها وأصل غزية على ما جاء
في نهاية الأرب بطن من هوازن العدنانية )([6])
.
ويقول خلف بن حديد : ( .. وكبير ساعدة كما ذكر لي ابن سليمان ،
وهناك من كبارهم ابن عنيزان وابن سبتي وتفرعاتهم : الشداد ، الصهيب ، الغيث ،
المفلح ، الجريو ، المجول والمعاليس ) ([7]) .
فمن ذلك نجد أن الكل مجمع على إطلاق اسم ساعدة بصفتيه المفردة
والجمع على هذه القبيلة ، بما لايدع مجالا للشك أو التأويل ، وكذلك كما يرد على
ألسنة أفراد هذه القبيلة الذين ينطقون اسم قبيلتهم (ساعدة) في السابق ، ولكن في
الوقت الحاضر أصبح الذين جاءوا منهم من العراق ومن بقي منهم في السابق في بقعا
ينطقون مفردها (الأسعدي)، وهو إما جهلا منهم بقواعد اللغة ، أو ظنا منهم أن ساعدة
والأساعدة ما هما إلا مجرد قبيلة واحدة وبأن الفرق في منطوق التسمية يعود إلى
اختلاف اللهجات بينهم وبين أهل نجد ، وهذا الأمر غير صحيح ولا يمكن قبوله ، حيث أن
اختلاف اللهجات لا يمكن أن يغير في الأمر شيئاً ، وإلا لتغيرت أسماء الكثير من
القبائل العربية المعاصرة التي لا تزال تحتفظ بمسمياتها دون تغيير . ومما يدل على
الفرق بينهما ما كتبه عبد الرحمن بن سليمان الشايع في مجلة العرب حيث يقول : (..
فأما الربط بين « ساعدة » و « الأساعدة » فإن ساعدة نسبة إلى من اسمه «
ساعدة »
الواحد «
ساعدي »
-----------------------------------
* شاعر أورد شعره محمد دخيل العصيمي في كتابه شعراء عتيبة ولم ينسبه إلى قبيله.
[8] - مجلة العرب ج7، 8 س 33 سنة 1419هـ : عبد الرحمن بن سليمان الشائع .