نسب الأساعدة - أمارة الأساعدة وغلط الحقيل والفهيد
أمّا فيما يتعلّق في مشيخة الأساعدة وبأنّها في صعب الدّيري ،
فهذا غلط آخر منهما – الحقيل والفهيد ومن حذا حذوهما – حيث أنّ مشيخة
الأساعدة كما هو معروف وثابت في حمولة الزّحوف ومفرده (الزّحاف) ، يقول محمد
العبيّد(١٣٠٣ - ١٣٩٩ هـ) في مخطوطته « النجم اللامع » : (.. وأما فخذ الأساعدة في نجد فهم
كثير ولكن أكثرهم حاضرة ورايس - أي رئيس - باديتهم فارس الزحاف وولده شقير ) .
والصحيح أن شقير ليس ولده بل ولد شقيقه مطلق بن عواضة ، وهم الذين تعرفهم حكومة
المملكة العربية السعودية ويعرفهم الكثير من قبائل وحاضرة نجد . أمّا صعب الحداري
وليس صعب الدّيري ، فليس له ولا لأحد من آبائه أو أجداده أيّة مشيخة في الأساعدة
قديما ولاحديثا ، إنّما هوموظف حكومة بمنصب رئيس مركز لبلدة مغيب في الوقت السابق
. وإنّما يدّعيه صعب الحداري ويروّج له من أنّ مشيخة الأساعدة تتسلسل في آبائه
وأجداده هو قول لا أساس له من الصحة ويخالف الواقع والحقيقة ، ولم يقل به أحد من
الأساعدة أو غيرهم من قبل ، ولم تسجله الأحداث التّاريخية في الماضي ، ولم يعش
أجداده مع الأساعدة في السابق ، بل كان يعيش جد والده المسمى صعب في الإحساء مع
خلف بن بصيّص الأسعدي الذي زوجه ابنة أخيه منغص حيث أنجب منها ولده فهيد . بعد ذلك
انتقل فهيد بن صعب لسبب من الأسباب الكثيرة في ذلك الزّمان من الإحساء إلى الجبلان
من قبيلة مطير في شرق الجزيرة العربية ، وقد عاش معهم وتزوج عندهم من الهولان
وأنجب أولاده الذين منهم سعد بن فهيد والد صعب الحداري هذا . ولم يأتوا إلى
الأساعدة إلا في الوقت القريب، أي في بدايات القرن الرابع عشر الهجري تقريبا ، في
أوائل حكم الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله . وقد أطلق عليهم الأساعدة لقب
(الحداري) نسبة لمجيئهم من شرق الجزيرة العربية ، حيث أنه في عرف أهل نجد يسمى
(حدر) نسبة لإنحدار سطح الأرض كلّما اتجهوا شرقا .